اخوة ابراهيم

جمع كل الذين، بصفات مختلفة هم مستمسكون بالقيم الروحية و الاخلاقية و الثقافية القائمة على التقاليد التي يرجع مصدرها إلى ابراهيم الخليل، و الذين هم عازمون على أن يجدوا مخلصين في سبيل تعزيز شعور التفاهم المتبادل و أن يسهموا مجتمعين في سبيل توفير أسباب العدل الاجتماعي و الذود عن القيم الاخلاقية و السلم و الحرية نشدانا لخير الاسرة الانسانية جمعاء، ذلك هو هدف الجمعية و الحركة التي اتخذت لها اسم « اخوة ابراهيم« .

هناك ثلاث ديانات كبرى شيدت على مبادئ التوحيد تنتسب صراحة إلى ابراهيم الخليل هي اليهودية و المسيحية و الإسلام.

و سواء أكان ذلك بحكم صلات النسب الفعلي، كما هي الحال في ما يتعلق بأبناء اسماعيل و اسرائيل أو كان ذلك بحكم السلالة الروحية كما هي الحال فيما يتعلق بالمسيحيين، فإن الجانبيين يعتبران أنفسهما كأنهما أسباط ابراهيم، و قد قال القديس بولس بأن جميع الذين يتحلون بالإيمان هم أبناء ابراهيم.

هكذا يلتقي الملايين من المؤمنين في ذكرى رجل واحد، هو أب لتراثهم، و مثل لإيمانهم بالله الأحد ذلك الإيمان الذي هو العنصر الجوهري في عقيدة كل من أبناء الأديان السماوية، و قد رأى القرآن الكريم في ابراهيم الخليل « أمة قانتا لله و لم يكمن المشركين« .

على هذا الأساس أصبح الوقت مناسبا أكثر من أي زمن آخر في هذا العالم المنقسم الذي يعيش في تهديد مستمر، و الذي تمزقه في أغلب الأحيان المنافسات و العداوات، لكي يتحد في عصبة أخوية سلمية، جميع الذين يؤمنون بما آمن به ابراهيم، و يعتبرون أنفسهم أبناءه، ورثاء للوعد الذي قطعه الله في التوراة عندما قال ابراهيم: » ستتبارك بذريتك جميع أمم الأرض« .

و على هذا الأساس المشترك، يصبح من الممكن أن يتحد جميع الذين يرون في « ابراهيم المؤمن « الاب الاول لدينهم بل لسلالتهم. و لماذا لا يتعاون اليهود،و المسيحيون، و المسلمون على انشاء عالم أخوي، و هم الذين يؤمنون بالله ايمان ابراهيم، و يشاركونه عطفه على البشرية و رحمته، و كرم ضيافته؟ و أن هذا التعاون لا جمل شهادة يمكن أن يؤدوها لسائر الناس على صدق ايمانهم و صحة عقيدتهم برب ابراهيم، و اسحاق، و يعقوب، و في هذا التعاون لأحسن جواب على الذين يعلنون بأن الدين هو « افيون الشعب« .

أليس بظهور الاخوة التي تربط بين جميع الذين هم على دين ابراهيم في جماهير هذا الجيل، كأنها نواة للسلم و للتعاون، قادرة على اثارة الحماس و الكرم في خدمة جميع الأهداف الانسانية الحقة، لأبلغ دليل على ما ينتظر العالم منهم؟

لهذه الأسباب قرر بعض من اليهود، و المسيحيين و المسلمين أن يتحدوا، تعزيزا لشعورهم بجميع ما يتألف منه تراثهم الروحي و الثقافي المشترك منذ عهد ابراهيم، و لكي يعملوا أيضا متعاونين في سبيل مصالحة فعلية، تتم بين جميع الذين، بصورة من الصور، يشكلون اليوم أسرة ابراهيم، و بذلك يسهمون في انقاذ العالم من ويلات الحقد، و التعصب العنيف، و الكبرياء العنصري،بابراز المصادر الاصيلة و الآلهية لثقافة انسانية شعارها الاخاء.